Modigliani





عاش الرسام الإيطالي (أميديو موديغلياني) ستة وثلاثين عاماً (1884 - 1920) وبعد حياةٍ حافلة بالشتات، والعبث، والفقر، والفن، توفي بعدفترة قصيرة من تعرضه لحادثة اعتداء سخيفة ومؤلمة في وقت واحد، وذلك لأنه لم يدفع مالاً مقابل طلباته الكثيرة، في محلّ ليليّ رديء بباريس، فلحق به مجموعة من الشبان، حتى انفردوا به بعيداً عن الأنظار، ثم ضربوه بقسوة وبشاعة، وتركوه ممداً في الشارع، بين الحياة والموت، وبعد أيام قليلة فقط غادر الحياة في أحد المستشفيات، حيث لم يستطع جسده، المريض بالسلّ، احتمال ما تعرض له، بسبب بضعة قروش! 
هكذا كانت نهاية رسام استطاع الوقوف بوجه بيكاسو، وهو في ذروة مجده، واستطاعت لوحته أن تفوز في المسابقة، التي كانت في ظاهرها مسابقةً بين رسامي تلك الفترة ومشاهيرها في أوروبا، وهي في حقيقتها مسابقة شديدة التحدي بين بيكاسو، وأميديو موديغلياني، وهذا الأخير هو الذي كسبت لوحته الفوز، وهزم بها الاسم الأشهر والأوسع انتشاراً على الإطلاق في ذلك الحين بيكاسو، وفيما كان يُعلن عن فوز لوحته تلك، كان موديغلياني ممداً على وجهه في زقاق صغير، بين الحياة والموت، حتى لمحه بعض المارة، ونقلوه إلى المستشفى.. وهكذا سارت لحظات الحسم الأخيرة في حياته، كما صوّرها الفيلم الكبير، الذي حمل اسم الرسام ذاته (Modigliani)، بأداء مذهل، ومؤثر وملاصق للحقيقة، من قبل الفنان الأمريكي: آندي جارسيا.
كانت اللوحة التي كسبت الفوز، هي ذات اللوحة التي رسمها موديغلياني مراراً، بأشكال كثيرة، للمرأة التي أحبها بأسىً وتحدٍّ وألمٍ بالغ، والتي أنجب منها طفله الوحيد، وقوبل بالرفض من والدها، بسبب اختلاف ديانتهما.. كان موديغلياني في سائر لوحاته التي رسم حبيبته "جيني" فيها، يرسمها بعنق طويل، ووجه شديد الجاذبية، ثم يترك مكان عينيها أبيض فارغاً من اللون والرسم، بالرغم من أنه حين يرسم الآخرين، الذين لا يأبه للمس أرواحهم، يرسم عيونهم، يرسمها ويلونها لمجرد الشكل، فقط لمجرد الشكل، أما فتاته التي أحب روحها وتعلق بها، فكان لا يرسم عينيها في لوحاته، وكانت إذا سألته "جيني" لماذا لا يكمل رسم العينين؟ يجيبها بأنه حين يلمس روحها سيفعل ذلك، وأخيراً وفي تلك اللوحة التي اشترك بها في المنافسة رسم موديغلياني عيني امرأته الجميلة، دون أن تعلم، رسمها لأول مرة، وكانت تلك أيضاً آخر مرة، وعند هذه المرة الأولى والأخيرة تفوز اللوحة.. ويموت الرسام، وتنتحر الحبيبة!

للمشاهد 


الفيلم حائز على 7.4 /10
رابط التقييم على IMDB
قصة الفيلم :

في عام 1919 في (باريس)، يعيش الفنان التشكيلي الإيطالي اليهودي (إيميليو موديلياني)، الذي يعيش أيامه الأخيرة، والذي يرتبط بعلاقة حب مع (جانين) الكاثوليكية، والتي تثمر عن طفل يثير غضب الأسرتين، فتقوم أسرة (جانين) بخطفه، وتربيته في أحد الأديرة، ينهار (موديلياني)، ويحاول جني المال بأية طريقة حتى ينشئ ابنه، ويكون السبيل الوحيد هو الاشتراك في مسابقة فنية ضد منافسه وغريمه الفنان الأسباني الشهير (بابلو بيكاسو).
لقطات من الفيلم :



The Curious Case of Benjamin Button 2008

الحالة المحيرة ل بنجامين بتن (بالإنجليزيةThe Curious Case of Benjamin Button) هو فيلم درامي خيالي أمريكي من إنتاج 2008 أخرجه ديفيد فينشر وهو من بطولةبراد بيت وكيت بلانشيت. الفيلم مبني على عن القصة القصيرة التي تحمل الاسم ذاته. تلقى الفيلم ترشيحات لجوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل مخرج سينمائي وجائزة أفضل فيلموجائزة أفضل ممثل لبراد بيت وجائزة أفضل ممثلة مساعدة لتراجي هينسون وفاز بثلاث جوائز أوسكار وهي جائزة الأوسكار لأفضل مكياج فني وجائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات بصرية وجائزة الأوسكار لأفضل إخراج فني.
للمشاهد 

الفيلم حائز على 7.8 /10
رابط التقييم على IMDB
القصة:
في شهر أغسطس من عام 2005 كانت ديزي (كيت بلانشيت) -وعمرها 81 عامًا- تحتضر وبقربها ابنتها كارولاين (جوليا أرموند) -التي يبلغ عمرها 37 عامًا- في مستشفى نيو أورلينز في الوقت الذي كان فيه إعصار كاترينا قد جاء. تخبر ديزي ابنتها عن قصة صانع ساعات أعمى اسمه غاتو (إلياس كوتيز) الذي وكلت إليه صناعة ساعة محطة قطار نيو أورلينز. بعد أن جاءه نبأ مقتل ابنه في الحرب العالمية الأولى، أكمل عمله في صناعة الساعة لكنه صممها عمدًا لتدور بالعكس عسى أن ترجع بالزمن ليعود قتلى الحرب. بعد أن انتهت ديزي من رواية القصة طلبت من كارولاين قراءة مذكرات تحتوي صورًا وبطاقات بريدية بصوت مرتفع كتبها بنجامين بوتون (براد بيت). تبدأ كارولاين في قراءة القصة لتبدأ رواية بنجامين.
في يوم 11 نوفمبر من عام 1918 وبينما يحتفل أهل نيو أورلينز بنهاية الحرب العالمية الأولى، وُلد طفل صغير على هيئة عجوز ثمانيني. توفيت والدة الطفل بعد فترة قصيرة من الولادة فيأخذه والده ويرميه عند عتبة دار لرعاية المسنين. تجد الطفل كويني (تراجي هينسون) وزوجها تيزي (مهرشالالهاشباز علي) اللذان يعملان في الدار.
على مدار القصة ينمو جسم بنجامين بالعكس ليبدو مع مرور الزمن أصغر. في عشرينيات القرن العشرين، شكّل صداقة مع نغوندا أوتي الذي اعتاد الجلوس على ضفة النهر ومع مابل السبعينية التي تحب الموسيقى ويكتشف أن جد تيزي عمل للممثل جون سيلكز بوث. في عام 1930، قابل بنجامين -الذي بدى كمسن سبعيني- فتاة عمرها 12 سنة تدعى ديزي جاء لزيارة جدتها التي تعيش في دار الرعاية. لعبا سويًا واستمعا لجدة ديزي وهي تروي القصص. في عام 1934 توفيت مابل وبدأ بنجامين العمل في سفينة سحب في مرسى نيو أورلينز في سفينة قبطانها رسّام أوشمة يدعى مايك (جاريد هاريس). في وقت فراغهما أخذه القبطان إلى حانة ليشربا الخمر وليمارسا الجنس مع العاهرات. هناك التقى بنجامين لأول مرة بوالده توماس بوتون لكنه الوالد لم يعرّف بنفسه. في عام 1936، غادر بنجامين نيو أورلينز لرحلة عمل طويلة مع قارب السحب. طلبت منه ديزي أن يرسل لها بطاقات بريدية من كل مكان يقف فيه. أرسل لها عندما كان في مدينة ميورمانسك في روسيا أنه واقع في حب امرأة أخرى حينما بدأ علاقة غرامية مع إليزابيث أبوت (تيلدا سوينتون) التي كانت متزوجة وتكبره سنًا. في 8 ديستمبر 1941 قطعت علاقتها به تاركة له ورقة مكتوب فيها "سُعِدت بلقائك".
عندما كان طاقم سفية السحب في روسيا، سمعوا عن هجوم بيرل هاربر فأخبر مايك الطاقم أن سفينته "تشلسي" انضمت إلى بحرية الولايات المتحدة. عمل طاقم تشلسي أثناء الحرب على سحب السفن المتضررة. في أحد الأيام وقف الطاقم على سفينة دمرتها قذيفة غواصة، فعزم الطاقم على مهاجمة الغواصة يو-بوت التي دمّرت السفينة. انطلقت تشلسي لترتطم بالغواصة فغرقتا كلاهما وغرق كل الطاقم عدا بنجامين ومعه رجل آخر.
في عام 1945 عاد بنجامين إلى نيو أورلينز ليكتشف أن ديزي -التي أصبح عمرها 21 عامًا- أصبحت راقصة ناجحة في مدينة نيويورك. في عام 1947، التقى بنجامين بتوماس بوتون مجددًا فأخبره أنه والده وورّثه منزله وقاربه وممتلكات أخرى للعائلة ثم توفي بعد ذلك بوقت قصير. في عام 1951 جاء بنجامين إلى مدينة نيويورك ليلقى ديزي في أحد عروضها ليكتشف أن ديزي واقعة في حب أحد راقصي الفريق فيمضي على مضض محاولًا تقبل الأمر. تتوقف ديزي عن الرقص بعد أن كُسِرت ساقها في حادثة سير وقع لها في باريس نتيجة لتواتر أحداث صغيرة سيئة. أتى بنجامين إلى باريس ليطمئن على حالتها، فعَجِبت من منظره الشاب لكنها طلبت منه أن يبتعد عنها. في عام 1962 عادت ديزي إلى نيو أورلينز والتقت ببنجامين. وقعا في الحب وانتقلا معًا إلى شقة. في هذه الأثناء كانا جسديًا في نفس العمر تقريبًا لكنهما كانا قلقين من أن ديزي تكبر وبنجامين يصغر. في عام 1967 اكتشف بنجامين أن كيوني توفيت وأن ديزي حامل. في عام 1968، ولدت ديزي طفتلها كارولاين. في عام 1969، ترك بنجامين العائلة بعد أن باع ممتلكاته وأعطاها لديزي لأنه اعتقد أنه لن يكون قادرًا على أن يكون أبًا للطفلة لأنه يصغر ولأن ديزي لن تكون قادرة على الاعتناء بطفلين.
بعد أن قرأت كارولاين هذا الجزء، اكتشفت أن بنجامين هو والدها فحزنت لأن ديزي لم تخبرها بذلك طوال تلك المدة، لكنها اكتشفت أيضًا أن بنجامين كان يرسل لها بطاقات بريدية من كل مكان في كل عيد ميلاد لها مُعبرًا عن حبه لها.
في عام 1980، عاد بنجامين ليلتقي بديزي في صالة الرقص التي تملكها. كانت ديزي -التي أصبح عمرها 56 عامًا- متزوجة من روبرت وليامز. تقول ديزي لزوجها ولابنتها أن بنجامين صديق قديم للعائلة. التقت ديزي ببنجامين في شقته وتبادلا الحب، إلا أنهما أدركا أن ديزي أصبحت كبيرة على أن تبقى مع بنجامين. استمر جسد بنجامين في النمو للأصغر. في علم 1991 تلقت ديزي مكالمة من نشطاء اجتماعيين أخبروها أنهم وجدوا بنجامين -الذي بدى جسديًا بعمر 12 سنة- وأنهم اتصلوا بها لأن اسمها متكرر في يومياته. كان النشطاء يعتقدون أن بنجامين مصاب بالخرف لأنه لا يستطيع تذكر أي شيء عن ماضيه. انتقلت ديزي إلى دار الرعاية لتعتني ببنجامين في أواخر القرن العشرين، وفي هذه الأثناء نسي بنجامين القدرة على المشي والكلام.

في عام 2002، أزيلت ساعة محطة القطار التي صنعها غاتو واستبدلت بساعة أخرى. في ربيع عام 2003، توفي بنجامين الذي بدى جسديًا كرضيع بعد أن أغلق عينيه لينام في حضن ديزي. أخيرًا انقطع التيار الكهربي بسبب الإعصار، وبينما تستعد كارولاين لمغادرة الغرفة، توفيت ديزي.